Monday 12 November 2012

كلمة نقابة اصحاب الصناعات الغذائية - افتتاح مؤتمر FOOD PACKAGING CONFERENCE - 6\11\2012



  
تاريخ التصنيع الغذائي في لبنان، قديم قدم لبنان، منذ وجدت خوابي للنبيذ و زيت الزيتون في الآثار الفينيقية المكتشفة، و تحدثت المخطوطات القديمة عن تصديرها الى المدن و الحضارات المحيطة. تطورت هذه الصناعة على مر الازمان، و امتزجت بمدخلات و مطيبات استحضرت عن طريق غزاة مروا، او شعوب استعمروا. و كم قرأنا قصص و روايات عن المونة القروية اللبنانية، التي تشكل الهام الاساسي لمعظم المنتجات الغذائية المصنعة حاليا في لبنان، من مخللات و مربيات و معلبات شكلت عنوانا لشهرة المطبخ اللبناني بلغ حد العالمية.
افصح لغة تعبر عن اهمية قطاع الصناعات الغذائية في لبنان هي لغة الارقام التي احاول ايجازها بما يلي: 20% من المؤسسات العاملة في قطاع الصناعة، 25% من اليد العاملة الصناعية، و 24% من الاجور المدفوعة، و القيمة المضافة الاعلى، بالاضافة الى المرتبة الثانية من الصادرات الصناعية تعادل 10-15% من مجموع الصادرات، كما ان نسبة نمو الصادرات الغذائية هي الاعلى من جميع القطاعات الاخرى في السنوات الـ 10 الخيرة على الاقل.
هذه الارقام، اذ تتحدث عن اهمية هذا القطاع، الا انها تعكس ايضا حقيقة ان المنتج الغذائي ليس فقط مواد اولية مصنعة بحرفية و ذوق اشتهر بها اللبناني، بل ايضا عبوة او غلاف يعطيه الحماية ليصبح صالحا للتسويق و للتصدير و الوصول الى المستهلك النهائي، و لصاقة تحمل جميع البيانات الضرورية و المعلومات الاساسية حول هذا المنتج و خصائصه الغذائية، و الوان و تصاميم مميزة تلفت انتباه المستهلك و تجذبه الى اختيار صنف دون سواه من الاصناف المنافسة.
ان صناعيي الغذاء اللبنانيين واعون و مدركون تماما لاهمية و حيوية موضوع التعبئة و التغليف كقيمة مضافة اساسية للمنتج الغذائي اللبناني، و احد اهم ميزاته التفاضلية في الاسواق المحلية و العالمية، من هنا كانت مباركة نقابة الصناعات الغذائية اللبنانية لانشاء مركز التغليف اللبناني LIBANPACK، و مشاركتها و احتضانها لنشاطاته و انجازاته، دون اغفال حقيقة ان اكثر من 60% من اعضاء الهيئة العامة لـ LIBANPACK   و حوالي 80% من المستفيدين من خدمات المركز هم من صناعيي الغذاء في لبنان.
معالي الوزير ، السادة الكرام
بالرغم من الحقائق المضيئة التي ذكرتها آنفا، الا ان قطاع الصناعات الغذائية اللبنانية يواجه تحديات حقيقية تقف في طريق تطوره و استمرار نموه، عقبات تتراوح من الاعباء التشغيلية القياسية و القاسية، الى الاوضاع السياسية و الامنية الغير مستقرة، الى لائحة طويلة لا مجال لذكرها، الا اننا لا يمكن تجاهل الدعم الكبير من قبل وزارة الصناعة الذي ساهم في تذليل عدد غير قليل من المشاكل، و مساهمة ايدال في دعم مشاركة الصناعيين في المعارض الدولية، الا ان الاساس يكمن في روح المبادرة و الريادة للصناعي اللبناني، الذي يأبى الاستسلام لخضم المشاكل التي تعترضه، متسلحا ايضا بدعم و مساعدة مبادرات هيئات و منظمات مثل مركز التغليف اللبناني LIBANPACK  الذي يبقى واحد اهم مصادر الخبرة والدعم التقني للصناعة الغذائية اللبنانية.

No comments:

Post a Comment